التصنيف: السياسة والرأي
|
الصبيان والسفهاء
كان أكابر القبائل العربية إذا غضبوا على أحد يقف أحدهم ويقول بصوته الأجش : "سلطوا عليه صبيانكم وسفهاءكم " وعليك أن تتخيل ، وإذا أردت مزيدا من الإثارة فإن عليك أن تتفاعل وتتعايش وتتوحد وتتقمص شخصية ذلك المسكين الذي ربما كان مغضوبا عليه لدفاعه عن حق أو لوقوفه أمام باطل؛
|
التعليق ولوحة الحوار (0) |
طباعة المقالة |
إرسل المقالة بالبريد الإلكتروني |
|
عنوان هذه الصفحة هو ما يلي. يمكنك نسخة ولصقه على رسائلك الإلكترونية أو صفحات الويب http://www.misrians.com/articles?1832
|
كان أكابر القبائل العربية إذا غضبوا على أحد يقف أحدهم ويقول بصوته الأجش : "سلطوا عليه صبيانكم وسفهاءكم " وعليك أن تتخيل ، وإذا أردت مزيدا من الإثارة فإن عليك أن تتفاعل وتتعايش وتتوحد وتتقمص شخصية ذلك المسكين الذي ربما كان مغضوبا عليه لدفاعه عن حق أو لوقوفه أمام باطل؛ فتكون شجاعته وجراءته قد حكمت عليه ووضعته تحت طائلة من لا يعي ولا يعرف ولا يقدر ولا يدرك قيمة ولا يَسأل عن سبب ولا يُسأل عن خطـأ ولا يعاقب على خطيئة لأنه صبي أو سفيه .
ويبدو أن القرون الطوال التي امتزجت فيها أعراق، وتغيرت قيم وأعراف، واندحرت أفكار، وولدت أخرى، ووصل فيها العالم إلى أوج التقدم العلمي والتكنولوجي، لم تستطع أن تغير في الكثيرين منا أسوأ سمات القبلية ، وأن الكثير من جينات الجاهلية استطاعت أن تصمد وتقاوم وتفرض سطوتها وتعلن في تحد بارز عن بقائها ورسوخها وتعاظمها ....فما زال شيوخ قبائلنا يطلقون صبياننا وسفهاءنا على من يشاءون في الوقت الذي يشاءون؛ فيشرشحون ويجرسون ويردحون بلا حياء ولاذوق ولا أدب ولا رادع من دين أومن خلق .
والفارق بين صبياننا وسفهائنا المعاصرين وبين أجدادهم القدماء أن الأحفاد صاروا يعيشون في رفاهية ورغد لو رآها عليهم جدودهم لحسدوهم عليها، فأثر النعمة باد في كل مظاهر حياتهم، وذلك لأنهم لا يتنازلون عن حقوقهم ويحصلون على المقابل أولا بأول، على العكس من جدودهم الذين كانت تكفيهم متعة معايشة لحظة التجريس بصخبها وطقوسها المثيرة .
ومن الفروق أيضا أن الأحفاد يجيدون الكتابة بل وصار بعضهم يتفنن في تدبيج كلماته الشرشوحية وتسنينها وحدها حتى تبلغ الهدف وتصيب العمق، بل وصار بعضهم يطل علينا بفكره العقيم وكلماته الباردة الغثة من على شاشات الفضائيات التي أخذنا منها نصيب الأسد الضاري في التفاهة والبلاهة وعقم الفكر وانعدام الأدب .
|
|
نشــرها [شاذلي عرمان] بتــاريخ: [2009/12/26]
|
إجمالي القــراءات: [118] حـتى تــاريخ [2019/12/10] التقييم: [0%] المشاركين: [0]
|
الآراء والأفكار والإبداعات المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها وهو المسئول الوحيد عنها وليس بالضرورة أن تتوافق مع موقف إدارة الموقع. من حق أعضاء الموقع التعليق عليها ونقدها ولكي ترفع من الموقع يجب أن يقل تقييم عدد من القراء لا يقل عن 250 قارئ عن 25%. |
|
|