التصنيف: السياسة والرأي
|
الحرية لكل سجين
العفو الصحي إن كان بريئا يستلزم العفو عن مستحقيه د.عصام حشيش الذي يعاني من أمراض القلب التي تجعله دوما طريح العناية المركزة بالقصر العيني، وكذلك خيرت الشاطر، ومجدي حسين الذي يعاني من انزلاق غضروفي وارتفاع في ضغط الدم. ما أعظمك يا محمد عواد ورفاقك وأنتم
|
التعليق ولوحة الحوار (0) |
طباعة المقالة |
إرسل المقالة بالبريد الإلكتروني |
|
عنوان هذه الصفحة هو ما يلي. يمكنك نسخة ولصقه على رسائلك الإلكترونية أو صفحات الويب http://www.misrians.com/articles?1536
|
الحرية لكل سجين
في عصور الظلام السياسي، واعتلاء الخونة سدة الحكم، ينحسر الدور السياسي للنظام الحاكم ويتراجع، وتتولى أذرعه الأمنية إدارة الملفات السياسية. تدير أمن الدولة الملف الداخلي للوطن، وتتفاوض -في غياب الوزارات المعنية- مع أصحاب الحقوق المهنية والمطالب السياسية، ويدير الأمن القومي ملفات السياسة الخارجية في ظل ترهل أداء وزارة الخارجية، وتسيطر المحاكم العسكرية على المحاكم العادية في محاكمة السياسين، ويتم"انحسار السلطة القضائية لصالح السلطة التنفيذية" على حد تعبير شيخ القضاة المستشار يحيى الرفاعي. في عصور الظلام السياسي تتشابك الطرق وتتلوى المسالك، وينحرف من خفت موازينه رغما عنه أو ينجرف بفعل فاعل الى صحراء التيه اللامحدود، ولا يُعرف سبب لأزمة، ولا تفسير مقنع لحلها (إن حُلت).
فجأة أفرج عن د. أيمن نور من محبسه، كما فجأة لفقت له تهمة تزوير توكيلات حكم عليها فيها بخمس سنوات سجن، منها توكيلات لبعض أفراد أسرته، وتزوير التوكيل مسئولية المُوَكِل وليس مسئولية الوكيل، ما علينا لكن هذا ما حدث، رأى فيه الطاغية تجاوزا للخطوط الحمراء، وكانت العقوبة جنائية لفعل سياسي، تحرم "نور" من العودة لملاعب السياسة التي يجب أن تكون قاصرة على الوريث جمال مبارك.
وسأقفز لأتخطى جدل القوة الدافعة للحكم إن كانت امريكا التي اشترطت الافراج عن د. أيمن نور لاتمام زيارة مبارك السنوية الى أمريكا التي توقفت لأكثر من سنتين، أو إن كانت لحظة إفاقة مؤقتة لنظام في غيبوبة تامة، يديره أطفال من الباطن، هذا ليس موضوعنا لأن كلا الفعلين مؤقت ولا يصلح القياس والاعتماد عليهما. ما يهمنا أنه تم الإفراج عن د.نور بعفو لأسباب صحية، أي عفو بقرار من الرئيس مبارك لأسباب يراها هو، سبقه قرار بإيقاف عقوبة الحبس بحق الأستاذ إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة الدستور.
ذلك الفعل يلفت النظر الى أن الأحكام مدفوعة من رئيس الجمهورية، وموقوفة باسمه، ودلالته صاحب المنح هو نفسه صاحب المنع، وعلى كل صاحب رأي أن يلزم حدوده وإلا...، كل الأشياء ممهورة باسم رئيس الجمهورية، كما صارت كل جزيئات مصر ملك "آلـ مبارك" ولم يبق إلا أن تسمى مصر باسم " ولاية مبارك الأمريكية".
غياب د.نور في السجن، كشف الغطاء عن مستنقع قاذورات، فيها خسة في الخصومة، وندالة في الشراكة، وبشاعة في تصرف نظام من أساسياته الحفاظ على سمعة وأرواح مواطنيه، وإذا به يطلق كلابه يحرقون مقر مكتب أيمن نور، وينهشون في عرضه، والرجل أسير القضبان، أفعال حقيرة تليق بقوادين ولا تليق بأمن محترم ينتمي لنظام محترم.
لكن السؤال وإن حاولنا القفز عليه: لماذا الافراج في هذا التوقيت؟ وهل هو افراج مشروط أم رمز لعبرة؟ وهل أرادوا أن يكون توريث جمال مبارك، أو تنصيبه رسميا رئيسا للجمهورية من خلال مسرحية عبثية لانتخابات هزلية يشاركه وينافسه فيها أيمن نور (في حالة صدور قرار رئاسي آخر بعودة نور لممارسة حقوقه السياسية).
العفو الصحي إن كان بريئا يستلزم العفو عن مستحقيه د.عصام حشيش الذي يعاني من أمراض القلب التي تجعله دوما طريح العناية المركزة بالقصر العيني، وكذلك خيرت الشاطر، ومجدي حسين الذي يعاني من انزلاق غضروفي وارتفاع في ضغط الدم. ما أعظمك يا محمد عواد ورفاقك وأنتم تهتفون في المظاهرات "الحرية لكل سجين"، وتهانينا للدكتور أيمن نور.
د. يحيى القزاز
صوت الأمة 23/ 2/ 2009
|
|
نشــرها [عزت هلال] بتــاريخ: [2009/02/22]
|
إجمالي القــراءات: [59] حـتى تــاريخ [2019/02/19] التقييم: [0%] المشاركين: [0]
|
الآراء والأفكار والإبداعات المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها وهو المسئول الوحيد عنها وليس بالضرورة أن تتوافق مع موقف إدارة الموقع. من حق أعضاء الموقع التعليق عليها ونقدها ولكي ترفع من الموقع يجب أن يقل تقييم عدد من القراء لا يقل عن 250 قارئ عن 25%. |
|
|