التصنيف: السياسة والرأي
|
(إسرائيل أكثر الدول أخلاقية في العالم).. أي وقاحة صهيونية؟
أراه يحقق إضفاء لحالة أمل لمستقبل لا يمكن أن يكون بلا شمس بعد ظلمة ليلة واقع عربي انتهى عمره الافتراضي.. في زمن نظمه الشائخة المريضة المستلقية في غرف الإنعاش الصهيوني الأميركي من دون رجاء على الأقل من الزمن القريب. وتأتي قصائد الشعر تشير إلى دور الأدب في
|
التعليق ولوحة الحوار (0) |
طباعة المقالة |
إرسل المقالة بالبريد الإلكتروني |
|
عنوان هذه الصفحة هو ما يلي. يمكنك نسخة ولصقه على رسائلك الإلكترونية أو صفحات الويب http://www.misrians.com/articles?1479
|
(إسرائيل أكثر الدول أخلاقية في العالم).. أي وقاحة صهيونية؟
كنت مضطرة أن أضع هذا العنوان بعد أن سمعته قبل لحظات من كتابتي هذا المقال من مجرمي الحرب في نشرة السادسة مساءً على قناة «الجزيرة».. هكذا بوقاحة صهيونية تتفق مع إجرامهم غير المسبوق. ولأن «على رأسهم بطحة» كما نقول، بدءوا يستعدون للدفاع عن جرائمهم بما يتوقعون من ملاحقتهم بالمحاكمات في المحاكم الجنائية الدولية. على أية حال، إنها مقدمة فرضت على موضوع هذا المقال الذي يتناول كارثة «غزة شعب المقاومة الأسطورية». غير أن موضوعه فرضه أيضاً رأي قرأته عن المقالات التي يعتبرها قارئ كريم «أسطوانة مشروخة» وتنتهي، وإنما ببعض أبيات شعر من قصائد شعرائنا المصريين والعرب. وشكراً لهذا القارئ الذي لفت فكري لمبدأ أصيل أؤمن به وهو احترام الرأي الآخر؛ لأنه يؤكد صدقية الكاتب فيما يعبر عنه من رأي حر. ورغم اختلافي مع رأي القارئ تعليقاً على مقالاتي، إلا أن القضية التي أتناولها وسوف أظل أتناولها هي «القضية الفلسطينية بكل أبعادها وتطوراتها»، وأظن أن من الطبيعي لكاتبة عاشت على أرض الواقع معظم ثورات الشعوب التى قاومت العدو الاستعماري وعلى رأسه الولايات المتحدة، مثل فيتنام، جنوب إفريقيا، غينيا بيثاو، وزارت 35 دولة تعرفت على شعوبها، لا أظن أن ما تكتبه يدخل في إطار «الأسطوانات المشروخة». أما عن نهاية كل مقال بكتابة بعض أبيات من قصائد شعرائنا المصرين والعرب، أراه تقليداً يضيف دور الإبداع الشعري الواقف في خندق المقاومة بالكلمة، ليزرع بستاناً من الأمل والانتماء لأمة أصابها الوهن. ومع ذلك أرى أن تناول قضية ما بما تحمله من أبعاد خلافية هي خيار ضمير قلم إذا عجز عن مشاركة أهلنا في قطاع غزة أو شعب فلسطين عموماً بالمقاومة العملية الفاعلة، فليس أمامه سوى سلاح الكلمة. ولا أظن أن حرب الإبادة الصهيونية على شعب غزة الأسطوري وشعب الصمود والمقاومة تستوجب كشف المتواطئين مثل محمد دحلان بعد أن تم قصف قصره المنيف في غزة وهو أحد أعمدة سلطة أبومازن والمتهم بكثير من السلبيات القاتلة. قصر منيف في قطاع يعيش أهله في أصعب الظروف المعيشية، فما بالنا بغيره من القيادات الفلسطينية الغارقة في رفاهة المليونيرات، وسط شعب يعاني أسوأ حياة إنسانية.. شعب يقاوم من أجل حياته وأرضه، وسط جريمة الانشقاقات بين فصائل المقاومة - حماس وفتح. وطوال الأسابيع الثلاثة التي أبادت فيها الدولة العبرية الصهيونية الشعب الفلسطيني فيما وصل 1500 شهيد و6 آلاف جريح ومعوق .
طوال تلك الأسابيع كان النظام العربي الرسمي صامتاً مختبئاً في عباءة التهدئة والتسوية ومؤتمرات القمة الانشقاقية الثلاثة، تاركاً الوقت يمضي حتى تحقق إسرائيل هدفها من الإبادة والتدمير الكامل. وهل تكرار ذكر هذا الموقف «أسطوانة مشروخة»؟ وكيف نَصفُ هذه الأمة اليوم أكثر من كونها «الرجل المريض» الذي لا يستطيع - وعدده 22 دولة - أن يحتفظ له من التاريخ والجغرافيا بمكانة عالية مؤثرة، يذكرنا بتركيا في نهاية الدولة العثمانية. ومازال هذا الرجل المريض يحيا خارج الجغرافيا والتاريخ معتمداً على حماية القوة العالمية العظمى وصداقته مع «إسرائيل»، بينما تزداد الدولة العبرية قوة بالعلم والتكنولوجيا وبأسلحة الولايات المتحدة الأميركية بالغة التطور والتدمير. صحيح أن عشرات المقالات والتحليلات تملأ وسوف تملأ الصفحات والبرامج الحوارية من الفضائيات بشأن أخطر نتائج حرب الإبادة الصهيونية، وهي مذكرة التفاهم الموقعة بين وزيرتي الخارجية الأميركية والإسرائيلية، وليس هنا مجال تفسير خطورتها (حتى لا تدخل في الأسطوانة المشروخة)، إنما يمكن القول فقط إننا دخلنا في «إعصار تسونامي» أميركي صهيوني لن ينقذنا منها كما يتوهم الرئيس الأميركي الجديد باراك حسين أوباما. فأميركا دولة ديمقراطية لها مؤسسات ولها استراتيجية عالمية ينفذها كل رئيس منتخب بهذه الديمقراطية التي أبهرتنا في حفلة تنصيب أوباما، وكشفت أي ديمقراطية يتحدثون عنها في نظم الدكتاتوريات العربية! وأتساءل في عجب: لماذا ترك المجتمع الدولي «الحر»! الدولة المعتدية الاحتلالية تدمر بلداً بأكمله وتتركه ركاماً بلا بيوت لأهله ولا مدارس ولا أية بنية تحتية، لكنها اليوم تهتم كثيراً بإعادة إعمار غزة وتبرع بعض الدول العربية ببعض مليارات لإعادة إعمار البلد المنكوب؟ لماذا يهدمون ثم يساعدون في إعادة الإعمار؟ وبعيداً عن «الأسطوانة المشروخة» وعن الإرهاب جاء في «تقرير لمركز جافي الإسرائيلي» المتخصص في الدراسات الاستراتيجية «إن إسرائيل تقوم بتجارب محرمة على الحدود المصرية لتضمن فعالية أسلحتها النووية التكتيكية، وهو ما نتج عنه مواد إشعاعية تدمر التربة وتضر بالبشر».
أما تقليد نهاية كل مقالاتي ببضعة أبيات من قصيدة لشعرائنا المصريين والعرب، أراه يحقق إضفاء لحالة أمل لمستقبل لا يمكن أن يكون بلا شمس بعد ظلمة ليلة واقع عربي انتهى عمره الافتراضي.. في زمن نظمه الشائخة المريضة المستلقية في غرف الإنعاش الصهيوني الأميركي من دون رجاء على الأقل من الزمن القريب. وتأتي قصائد الشعر تشير إلى دور الأدب في تعميق الحس الوجداني والجمال الروحي.. وإلا ما كانت أشعار محمود درويش قد حفرت في القلوب أنهاراً من الانتماء الراسخ لفلسطين.. وما كانت أشعار صلاح جاهين وأمل دنقل وفاروق جويدة، وعبدالرحمن الأبنودي، وأحمد فؤاد نجم وسيد حجاب، قد عزفت على أوتار الوعي والمشاعر أجمل نغمات الحب للوطن والإنسان.. ويوم الأحد 25 يناير/ كانون الثاني نشرت كل الصحف المصرية، قصيدة شاعر العامية الكبير جمال بخيت «مش باقي مني».. وقد شرفت بنشر بعض أبيات منها في يومياتي التي نشرت الأحد في جريدة «العربي» الناصري. ويا ليت من يرى بعض المقالات« أسطوانة مشروخة» أن يقرأ هذه القصيدة الملحمة ليرى فيها صورة شديدة العمق السياسي والاقتصادي والاجتماعي، قصيدة تحكي حب هذا الشاعر لدرجة العشق لبلده وناسه.. ويا ليتني أعبر عن مشاعري كما الشعراء فأقول:
«مش باقي مني غير شوية عمْر/ هدية مني لشعب مصر/ وشعب غزة في فلسطين/ مش باقي مني غير بحر/ كراهية للصهاينة وأعوانهم إلى يوم الدين».
ليلى الجبالي
|
|
نشــرها [عزت هلال] بتــاريخ: [2009/01/29]
|
إجمالي القــراءات: [163] حـتى تــاريخ [2019/02/19] التقييم: [100%] المشاركين: [1]
|
الآراء والأفكار والإبداعات المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها وهو المسئول الوحيد عنها وليس بالضرورة أن تتوافق مع موقف إدارة الموقع. من حق أعضاء الموقع التعليق عليها ونقدها ولكي ترفع من الموقع يجب أن يقل تقييم عدد من القراء لا يقل عن 250 قارئ عن 25%. |
|
|