التصنيف: السياسة والرأي
|
التواطؤ والتراخي
المتواطئون هم المستفيدون من تدمير المقاومة، وزيادة حجم التمدد الصهيوني في المنطقة العربية حفاظا على عروشهم، والمتراخون كالراقصات على السلالم، لن ينجوا من الركوع المجاني. وإبان القصف الصهيوي تجلى الدم العربي حاضرا في الشعوب العربية المقهورة، يغلي في عروقها
|
التعليق ولوحة الحوار (0) |
طباعة المقالة |
إرسل المقالة بالبريد الإلكتروني |
|
عنوان هذه الصفحة هو ما يلي. يمكنك نسخة ولصقه على رسائلك الإلكترونية أو صفحات الويب http://www.misrians.com/articles?1390
|
التواطؤ والتراخي
من السخف، وإن كانت هي الحقيقة المنقوصة، أن "غزة" تُدك بذنب "حماس"، وأن حماس تُهلك بحجة الانتماء لـ"جماعة الإخوان المسلمين"، ساهم في ذلك الدعوة غير المسئولة بإقامة إمارة إسلامية في غزة، كما أن حماس وإن كانت هي الفصيل الأكبر، إلا أن فصائلا مقاومة أخرى سبقتها في المقاومة، وحماس ولدت عندما تحللت معظم حركات المقاومة الفلسطينية، وهذا طبيعي في وطن محتل. لكن هل تستحق صواريخ غزة (العبثية كما يسمونها) كل هذا الرد وذاك الكم الهائل من الدمار الشامل للقطاع؟ فما هي الدوافع؟ ومن المستفيد؟
من الجائز والمقبول استخدام الانتخابات الإسرائلية كشماعة لما يحدث في قطاع غزة، ومن المسكوت عنه إلتقاء "عبدالله آل سعود" ملك السعودية مع رئيس اسرائيل في مؤتمر حوار الأديان بالأمم المتحدة، وطلب "زوجة مبارك" الإذن من "باراك" وزير دفاع العدو بمرور مساعداتها إلى غزة، وفي نفس يوم عبور المساعدات، هددت وزيرة خارجية العدو "تسيبي ليفني" حركة حماس من القاهرة، وفي اليوم التالي قُصفت غزة، وكأن الاتفاق غير المعلن: عبور قافلة الهانم مقابل تدمير غزة. وما تلاه من ظهور "مبارك" متهالكا وهو يلقي خطابا يؤكد فيه على عدم فتح معبر رفح في غياب الأوروبين والسلطة الفلسطينية، ويعني استحالة الفتح، بدا وكأنه قادم من القبر أو في لحظات الاحتضار الأخيرة لإعادة ترتيب أوراق توريث نجله برعاية صهيونية، والعودة مرة أخرى لمثواه الأبدي، صنعها قبله الملك حسين عندما أقصى شقيقه وثبت نجله ثم اختفى للأبد. أفعال تواطئية لاستمرار عمليات التوريث الملكية والجمهورية، مقابل رضاء إسرائيل وأمريكا. ولا مبالغة في أن المحطة القادمة لآل صهيون هي المدينة المنورة (يثرب) حيث قبر الرسول الكريم، ولن تكون "المدينة" بأغلى من "القدس" في ظل حكم ملكي استبدادي ضعيف، والاستنتاج من تصريح شيمون بيريز "أن لنا حقوقا في يثرب" محذرا من الحديث عن حق العودة للفلسطينيين بعد انتهاء مؤتمر حوار الأديان في الأمم المتحدة.
نظم متواطئة في مصر والأردن والسعودية بقيادة النظام المصري يعملون لصالح إسرائيل، وتقليم أظافر إيران في المنطقة، وتحجيم وعزل حزب الله، وتشويه صورته تمهيدا للانقضاض الصهيوني عليه. ويلعب نظام مبارك دورا رياديا في تركيع بقية النظم العربية المتراخية، التي قبلت مبدأ إبادة الفلسطينين مقابل السماح لقوافل مساعداتهم بالمرور والوصول للأشقاء في غزة. معادلة مختلة لا يقبلها إلا كل ضعيف خائف، لا تبرؤ ذمة النظم المتراخية من المشاركة في اغتيال غزة، ما أبهظه من ثمن، وما أفظعها من مقايضة، ولماذا لم يهب المتراخون لنصرة أشقائهم وقت الحصار قبل الفناء؟ للأسف كل التصرفات مفضوحة ومحكومة بموافقات صهيونية، ولا تعفي أصحابها من الذنب.
المتواطئون هم المستفيدون من تدمير المقاومة، وزيادة حجم التمدد الصهيوني في المنطقة العربية حفاظا على عروشهم، والمتراخون كالراقصات على السلالم، لن ينجوا من الركوع المجاني. وإبان القصف الصهيوي تجلى الدم العربي حاضرا في الشعوب العربية المقهورة، يغلي في عروقها وقت الخطر، يدفعها للتظاهر والتضامن مع الأشقاء العرب في فلسطين والعراق ولبنان، وأن العروبة - بشقيها المسلم والمسيحي- حقيقة لدي الشعوب العربية على تباعدها، وليست أكذوبة كما يدعي المتأمركون والمتصهينون. والتظاهرات لن تأتي ثمارها إلا بتغيير النظم الحاكمة. والطريق إلى غزة يبدأ من القاهرة، فوق جثة نظام مبارك، ومنع التوريث.
د. يحيى القزاز
صوت الأمة 5/ 1/ 2009 تمت مصادرة الجريدة
|
|
نشــرها [عزت هلال] بتــاريخ: [2009/01/04]
|
إجمالي القــراءات: [94] حـتى تــاريخ [2019/02/19] التقييم: [0%] المشاركين: [0]
|
الآراء والأفكار والإبداعات المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها وهو المسئول الوحيد عنها وليس بالضرورة أن تتوافق مع موقف إدارة الموقع. من حق أعضاء الموقع التعليق عليها ونقدها ولكي ترفع من الموقع يجب أن يقل تقييم عدد من القراء لا يقل عن 250 قارئ عن 25%. |
|
|