التصنيف: السياسة والرأي
|
جيل ورا جيل
في تظاهرة تضامن وتأييد لانتفاضة الشعب الفلسطيني، خرج شباب صغار من طلاب الجامعة رافعين شعار( جيل ورا جيل بنعاديك يا إسرائيل!) كان قد مر على معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية ما يزيد عن ربع قرن، غاب فيها الحديث عن الحرب وحل الحديث عن السلام بين الشعوب وثماره
|
التعليق ولوحة الحوار (0) |
طباعة المقالة |
إرسل المقالة بالبريد الإلكتروني |
|
عنوان هذه الصفحة هو ما يلي. يمكنك نسخة ولصقه على رسائلك الإلكترونية أو صفحات الويب http://www.misrians.com/articles?738
|
جيل ورا جيل
هل يمكن التنبؤ بسلوك الناس في مصر؟ في الليلة التي سبقت انتفاضة 18 و 19 يناير سنة 1970 والتي اسماها السادات انتفاضة الحرامية، قال لي صديق: لو دخل ديان نفسه القاهرة فلن يتحرك احد! كانت اللامبالاة تامة والصمت جاثم ثقيل. في صباح اليوم التالي انطلقت المظاهرات الرافضة لارتفاع الاسعار وسوء الأحوال المعيشية في كل ارض مصر، من الاسكندرية الى اسوان، في نفس الوقت وبنفس القوة. كانت الدهشة كبيرة والمفاجأة للجميع، المعارضة قبل الحكومة، ورغم اتهامات الحكومة لبعض قوى المعارضة ورغم ادعاء البعض بدورهم في الاحداث، إلا أن ذلك لم يكن صحيحا، كان الفعل عفويا، جماعيا، معبرا عن تقاليد مصرية قديمة بالارتباط بالجماعة والحركة من خلالها، والصبر حتى يفيض الكيل.
في تظاهرة تضامن وتأييد لانتفاضة الشعب الفلسطيني، خرج شباب صغار من طلاب الجامعة رافعين شعار( جيل ورا جيل بنعاديك يا إسرائيل!) كان قد مر على معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية ما يزيد عن ربع قرن، غاب فيها الحديث عن الحرب وحل الحديث عن السلام بين الشعوب وثماره الآتية، تم تعديل المناهج وحذف ما يشير إلى العداء أو الكراهية المترتبة على الحروب السابقة بيننا وبين إسرائيل. نما جيل وجيل ثان بعد الحرب، لم يشهدها ولم يدركه لهيبها، لم يشهد ولم يعرف بغارات اسرائيل على مصنع مدني في أبو زعبل أو مدرسة أطفال في بحر البقر. لم ير في أسرته وأسر جيرانه سيدات ترتدين الثوب الأسود بعد ان فقدن عزيزا في اعتداء من اعتداءات جيش الدفاع الاسرائيلي، لم يكن يستغرب حين يزور أحد من القيادات الاسرائيلية أرض مصر ويتم استقباله كمسئول رفيع المستوى في دولة لا عداء بيننا وبينها. هذا الجيل هو نفسه الذي خرج معلنا ادراكه لطبيعة الصهيونية وعنصريتها وكراهيتها للمحيط العربي الذي زرعت فيه، فبادلها عداوة بعداوة ورفضا برفض. كيف وصلت اليه؟ كيف خلص الى حقيقة وجوهر ولب المسألة، والجسور بينه وبين تاريخه القريب مقطوعة ومشوهة عن عمد بأتفاق الكامب أو غيره؟ وهو جيل يعيش في وطن لا يعرف عن السياسة إلا أنها فن التأييد والتصفيق ومهنة كل انتهازي وطريق الوصول إلى المناصب، أو هي طريق التعرض لبطش الحكومة إن نشدت الحق، فابتعد عنها مغنيا للشر وأصحابه، فقطعت العلاقة أيضا بينه وبين حاضره كما قطعت من قبل مع تاريخه الوطني. سألت صديقا عن السر وكيف وصلت المسألة اليهم فقال جادا: إنها الجينات
يقصف جيش الدفاع الاسرائيلي أما وأطفالها فلا يبقي لهم أثر، تقتحم الدبابات المنازل وتقتل الجرحى في عربات الاسعاف، وتتالى انتصارات جيش الدفاع على الأطفال والنساء، ويشهد شعب مصر الصبور ما يحدث والصمت شامل عميق، وتشيح العيون عن العيون خجلا وعجزا، فإلى متى؟ ويعلن الأطفال والشباب في براءة وصدق: جيل ورا جيل بنعاديك ي إسرائيل! ونتساءل وبحق إن كانت هذه هي البداية أم النهاية؟
شوقي عقل
نشرت في جريدة العربي - معادة
|
|
نشــرها [عزت هلال] بتــاريخ: [2008/01/24]
|
إجمالي القــراءات: [128] حـتى تــاريخ [2019/02/17] التقييم: [0%] المشاركين: [0]
|
الآراء والأفكار والإبداعات المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها وهو المسئول الوحيد عنها وليس بالضرورة أن تتوافق مع موقف إدارة الموقع. من حق أعضاء الموقع التعليق عليها ونقدها ولكي ترفع من الموقع يجب أن يقل تقييم عدد من القراء لا يقل عن 250 قارئ عن 25%. |
|
|