العملاء العرب: السبب الأساسى لقوة الحلف الأمريكى- الصهيونى
الولايات المتحدة تعانى من الهزال والمشكلات تحيط بحكومتها من كل حدب وصوب، ولا تشعر أنها أسد الغابة (القوة العظمى) إلا فى منطقتنا البائسة، التى أطلقوا عليها الشرق الأوسط بينما هى مكان تواجد الأمة العربية والاسلامية!
والسبب الرئيسى لهذا التناقض هو دور العملاء العرب أو حكام التبعية الذين يوافقون على أى طلبات تأتى من واشنطن حتى وإن كان هذا الطلب بالتليفون،( كما حدث فى الاتصال التليفونى لبوش وهو على متن طائرة متجهة لروسيا فى أول أيام العدوان الاسرائيلى على لبنان، حيث أمر بوش حكام ثلاثة بلدان (مصر- السعودية - الأردن)، باتخاذ موقف ينتقد حزب الله ويحمله المسئولية عن هذه الحرب).
وأخيرًا وصلت رايس لتجمع العملاء العرب فى جلسة واحدة بالقاهرة لأن وقتها لا يسمح بالمرور عليهم واحدًا تلو الآخر. ولماذا تعطيهم كل هذه الأهمية؟! فجمعتهم كتلاميذ المدرسة فى أحد الفصول بمدينة القاهرة (8 وزراء خارجية) كى تلقنهم دورهم فى الأيام القادمة: وضرورة اذكاء الفتن فى فلسطين ولبنان والعراق ودارفور! وأصبحنا أمام تحالف أمريكى- صهيونى جديد يضم (8نظم عربية: دول الخليج+ مصر+ الأردن) للتصدى للمقاومة الشعبية فى كافة الأقطار العربية والإسلامية.
أخبار أمريكا الداخلية لا تسر على مختلف الأصعدة، ففى المجال الاقتصادى وبينما لا تزال أوروبا تتمتع بنمو مقبول مع تضخم بسيط، فإن الولايات المتحدة تواجه الآن تهديدًا بالتضخم المتزايد والنمو البطئ. ويتوقع كثير من المحللين تراجعًا إن لم يكن كسادًا عام 2007. خلال هذا العام حققت منطقة اليورو أقوى نمو اقتصادى بمعدل زيادة 100%عن العام السابق ليصل إلى 2.5 %، متفوقة فى سرعة النمو وخلق وظائف على الولايات المتحدة فقد زاد النمو فى قطاع التوظيف فى أوروبا بنسبة 41% فى حين انخفض فى أمريكا بنسبة29%وهو فارق كبير ربما يحدث للمرة الأولى. وليس هذا بعيدًا عن الاستنزاف الأمريكى فى العراق وأفغانستان (نصف تريليون دولار حتى الآن).
المجتمع السياسى الأمريكى؛ الجمهورى والديمقراطى، المدنى والأمنى والعسكرى، لا يناقش الآن إلا قضية واحدة: الاخفاق!! الاخفاق فى محاربة الارهاب، الاخفاق فى حقوق الانسان والحريات داخل أمريكا - الاخفاق داخل العراق وأفغانستان، ويتركز الحوار حول مسألة واحدة: كيف ننسحب من العراق بأقل الخسائر؟ والصراع على أشده داخل أجنحة الطبقة الحاكمة، وهذا لايحدث عادة الا فى حالات الاخفاق والهزائم. وليس كتاب بوب وودورد إلا القنبلة الأخيرة التى تلقى على البيت الأبيض الذى لم تعد تحصيناته تكفى لصد هذه الهجمات المتوالية، فالمشكلة لا تحل بالكلمات، والاكاذيب، بينما الوقائع أصبحت واضحة ليس أمام الجمهور الأمريكى فحسب فهذا مقدور عليه ويمكن غسيل مخه بآلة الاعلام الجهنمية، ولكن المشكلة الكبرى أن أجنحة النظام الأمريكى نفسه ومؤسساته بدأت تدرك حجم الخسائر التى تتعرض لها أمريكا، والمخاطر المحدقة بها إذا هى استمرت فى نفس نهج المحافظين الجدد.
بل إن مؤسسات النظام الأمريكى ترى أن الأمر لا يحتمل الصبر على ادارة بوش حتى نهاية مدتها، لأنه ما يزال أمامها عامين، ويمكن اذا استمرت أن تورث نفس الاتجاه لمرشح جمهورى آخر (سواء كان بوش الثالث: جيب، أو أى اسم آخر). وخلال العامين القادمين هناك مخاطر كبرى على رأسها فكرة اعلان حرب على إيران، وقد أصبح واضحًا أنها فكرة "كارثية"- وأنا أستخدم مصطلح شائع فى الاعلام والدراسات الأمريكية - خاصة بعد حرب لبنان حيث كانت الهزيمة المدوية للأسلحة الأمريكية، والانتصار المرعب للتكنولوجيا الايرانية. وكتب أحدهم: ماذا سنفعل مع الأستاذ (إيران) إذا كان التلميذ (حزب الله) فعل بنا ذلك؟!
نعم أن سلسلة الاعلانات الايرانية عن الأسلحة الجديدة لم تعد مجرد حرب إعلامية فلابد من أخذها مأخذ الجد بعد ما رأى الأمريكان طرفًا منها فى لبنان.
وأكثر من ذلك فإن امريكا تعانى من كارثة لا يمكن التقليل منها، وهى انفلات قارة امريكا اللاتينية تدريجيًا من بين أيديها، وهذا حدث جلل لم يحدث من قبل منذ نشأة ما يسمى (الولايات المتحدة). التحدى الكورى الشمالى المسنود من الصين، التمرد الروسى المتصاعد عن الطوع الأمريكى، استنادًا للنمو الاقتصادى خاصة فى قطاع النفط.. إلى آخره مما يصعب حصره فى مقال واحد عن انكسار الهيمنة الامريكية فى مختلف أركان الأرض.
وفى منطقتنا العربية الاسلامية كان يمكن كنس هذا النفوذ الصهيونى - الأمريكى الكاذب، لولا النظام الرسمى العربى الخاضع، الذى لا يتمرد منه الآن إلا السودان الصامد، وسوريا، ونصف الدولة اللبنانية إن جاز التعبير (لحود - برى). ونتيجة هزال الحلف الأمريكى - الصهيونى وخسائره على جبهات فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان وإيران وباكستان والصومال، فإنه اضطر لحرق الأصدقاء وضمهم إلى الحلف الأمريكى - الصهيونى علنًا، بدأ ذلك خلال العدوان على لبنان وتم تتويجه هذا الأسبوع فى اجتماع بقيادة رايس، مرورًا بلقاءات تطبيعية سعودية - اسرائيلية.
والكلمة الآن لحركة المقاومة الشعبية السلميةخاصة فى مصر والأردن والسعودية، إلى متى تتركون هذه الأنظمة فى مأمن من ثورة غضبكم؟!. مجدي أحمد حسين
|