فـى رقـبـة مـبـارك
فى أثـناء زيارة الرئيس مبارك لليونان ، عبر الرئيس عن رضائه عن أداء حكومة الدكتور أحمد نظيف ، حين قال : " الحكومة تؤدى واجبها ، وأنا راض عن أسـلوبها فى العـمل . "
وفى الوقت الذى قال فيه سـيادته هذا الكلام ، كاد أكثر من مائتين من شبابنا أن يدفعوا حياتهم ثمنا لهجرة غير شرعية إلى نفس البلد الذى يزوره الرئيس ! عندما تعرضت المركب المتهالكة التى تقلهم للغرق فى البحر المتوسط !
فملايين الشباب العاطل ، مستعدون – بسبب فقرهم وغلبهم ويأسهم - لعمل أى شىء من أجل الوصول إلى أى مكان فى هذه الدنيا يتيح لهم فرصة للعمل ، والرزق بعدما أغلقت حكومات مصر المتتابعة جميع الأبواب فى وجوههم بسياسات فاشلة ، وتطبيقات فاسدة للخصخصة يقودها وزراء من رجال الأعمال ، وأصحاب المصالح الخاصة ، وتخطط لها لجنة السياسات بالحزب الحاكم !
وهنا لابد أن نتذكر حال أم الدنيا قبل الانقلاب المبارك فى 1952م. حين كان اليونانيون وغيرهم يهاجرون إلينا سـعيا وراء الرزق على أرض المحروسة ! وسـبحان مغير أحوال العباد ، والبلاد بسبب فساد حكومتها ، وظلم حكامها !

وفى خلال سنوات حكومة د. نظيف عرف سكان وادى النيل العطش ، وثورات العطشى ، وانفجارات أهالى الضحايا الغرقى ، وإضرابات العمال ، وصرخات الفلاحين ، ومظاهرات الطلبة ، ووقفات القضاة ، ومسيرات أساتذة الجامعات ، واعتصامات المدرسين ، وتجمعات المهندسين الغاضبين من فرض الحراسة على نقابتهم ، واحتجاجات الأطباء ، وتحركات أعضاء النقابات المهنية المحرومين من حقوقهم النقابية ، وقضايا الحسبة السياسية ، وسجن المعارضين السياسيين ، وأحكام حبس الصحفيين ورؤساء التحرير ، والمحاكمات العسكرية للمدنيين !
لقد وصل اسـتبداد الحـكومة ، وظلمها للناس إلى درجـة أن يثور حتى الموظفـين ، ويعتصمون فى الشوارع بالأيام والليالى !
وفى سـنوات هذه الحكومة الإلكترونية ، شاهد المصريون – لأول مرة - كليبات التعذيب على شاشات الفضائيات العربية وغير العربية ، وعبر شبكة الإنترنت ، وعلى أجهزة التليفونات المحمولة !
وكـل يوم وآخر نتابع عمليات اعتقالات عشـوائية ، وتعذيب سادى فى السجون ، والمعتقالات ، وأقسام الشرطة ، فانتهاكات حقوق الإنسان فى مصر تمارس على الملأ فى طول البلاد وعرضها !
هذه حكومة فاسدة ومفسدة أذاقت المصريين المر والمرار ، تبيع أملاك الشعب بأبخس الأثمان ، وتزور الانتخابات وتزيف إرادة الأمة ، بينما أجهزة إعلامها مازالت مستمرة فى محاولاتها الساذجة فى تزييف وعى الناس بالحديث المتكرر عن الإنجازات الحكومية ! وها هو سـيادة الرئيس يعبر عن رضائـه عن أداء الحكومة وأسلوبها فى العـمل !!!
د. زكـى سـالم