التصنيف: السياسة والرأي
|
لقطة تليفزيونية واحدة تكفى !
فعملية تزوير الانتخابات لم تعد تتم في الخفاء ، ولا في السر ، ولا تجرى بعيدا عن الأعين والكاميرات ، وإنما كل شيء في مصر مبارك يتم هكذا عيني عينك ، فاللعب الآن أصبح على المكشوف !!!
|
التعليق ولوحة الحوار (0) |
طباعة المقالة |
إرسل المقالة بالبريد الإلكتروني |
|
عنوان هذه الصفحة هو ما يلي. يمكنك نسخة ولصقه على رسائلك الإلكترونية أو صفحات الويب http://www.misrians.com/articles?378
|
لقطة تليفزيونية واحدة تكفى !
في لقطة تليفزيونية - أذاعتها قناة الجزيرة مرات عدة – رأينا عمليات تزوير انتخابات مجلس الشورى تتم بمنتهى البساطة واليسر والسهولة ، وأمام كاميرات التصوير ! وشاهدنا من يقومون بتسويد البطاقات ووضعها في الصندوق الزجاجي ! وكل هذا يتم في مواجهة شباك مفتوح على مصراعيه !!!
فعملية تزوير الانتخابات لم تعد تتم في الخفاء ، ولا في السر ، ولا تجرى بعيدا عن الأعين والكاميرات ، وإنما كل شيء في مصر مبارك يتم هكذا عيني عينك ، فاللعب الآن أصبح على المكشوف !!!
وهذه المشاهد التليفزيونية – بالإضافة إلى كليبات التزوير التي سجلت الوقائع بالصوت والصورة – يمكنها أن تلغى تماما كل ما قيل عن شفافية العملية الانتخابية ونزاهتها ، وعن دور اللجنة العليا للانتخابات وحيادها ، هذا الكلام الذي ظل يتردد في عشرات القنوات التليفزيونية ، وفى الصحف الحكومية ، وفى محطات الإذاعة التابعة لجهاز إعلامي فاقد للمصداقـية ! وهنا أتصور أن كل من كتب كلمة مائعة عن هذه الانتخابات ، أو تحدث في وسـائل الإعلام حـديثا حاول من خلاله أن يمـسك العصي من المنتصف ، أرى أن عليه أن يعتـذر عن دوره في محاولة تضليل الشـعب المصري . ( وهذا طبعا لن يحدث )
ومن المناظر العجيبة التي كررها التليفزيون المصري كثيراً منظر غرفة العمليات التابعة للحزب الوطني وهى مكتظة بمئات من الشباب أمام أجهزة الكمبيوتر ، وهم يمسكون بالتليفونات المحمولة لمتابعة – قال إيه - خطوات نجاح الحزب في العملية الانتخابية ! وترى قيادات الحزب وهم يقولون بقوة كلاماً لا علاقة له بالواقع على الإطلاق ! بينما الأمر لا يحتاج إلى كل هذا الجيـش من العاملين في الحزب الحاكم ، ولا كل هذه الأجـهزة الإلكترونية ، إذ يكفى تماما من يقومون بتسـويد البطاقات ودسها في الصناديق على الملأ !
وهل يمكنك أن تتصور ماذا كان يمكن أن يحدث في أي دولة تحترم شعبها لو أذيعت فيها مثل هذه المشاهد لتزوير إرادة الأمة ؟! ولكن مثل هذه الأحداث لا يمكن أن تحدث بكل هذه البجاحة في أي مكان آخر على هذا الكوكب !
ومن ثم فالحديث عن اعتقال المرشحين وأنصارهم لم يعد يجدي ! ولا الحديث عن منع الناخبين من الدخول للإدلاء بأصواتهم ، وضربهم أيضا ! ولا إبعاد مندوبين منظمات المجتمع المدني عن اللجان الانتخابية ، واعتقال بعضهم ! كل هذا وغيره لم يعد جـديداً !
لكنى سأتوقف فقط أمام مئات القضاة اللذين حضروا وشاهدوا بأنفسهم ما حدث من تعديات وانتهاكات وتزوير في هذه المهزلة الكبرى المسماة كذبا بانتخابات مجلس الشورى ! أقول إنني أتساءل بصدق : كيف يقبل ضمير القاضي أن يصمت أمام كل هذه الجرائم التي ترتكب علانية في حق الشعب وفى حق الوطن ؟!
د. زكـى سـالم
|
|
نشــرها [عزت هلال] بتــاريخ: [2007/06/20]
|
إجمالي القــراءات: [199] حـتى تــاريخ [2019/02/19] التقييم: [100%] المشاركين: [2]
|
الآراء والأفكار والإبداعات المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها وهو المسئول الوحيد عنها وليس بالضرورة أن تتوافق مع موقف إدارة الموقع. من حق أعضاء الموقع التعليق عليها ونقدها ولكي ترفع من الموقع يجب أن يقل تقييم عدد من القراء لا يقل عن 250 قارئ عن 25%. |
|
|